دور لجنة حقوق المرأة اللبنانية في أزمة «الكورونا»
لتسليط الضوء على ما تقوم به «لجنة حقوق المرأة اللبنانية» من دور في هذه «الأزمة» التقت «اللواء» رئيستها عائدة نصر الله، فكان الحوار الآتي:
كيف تواجه «اللجنة» أزمة «الكورونا»؟
– قبل الإجابة على هذا السؤال، لا بد من أن أشير إلى أننا نعيش واقعا مقلقا جدا وقد زادته أزمة «كورونا» تفاقما وخوفا على لقمة العيش، ورعبا على الصحة والمصير المجهول.
وفي هذا الإطار، كان الأجدى أن يصار إلى استخدام المال الذي سرق من جيوب الناس وأموال المواطنين لتحسين الخطة الصحية للحكومة قبل أن تقع أي واقعة وقبل أن يغزونا «فيروس كورونا» القاتل.
كذلك، قبل أن تظهر فئة جديدة من الفقراء، ممن فقدوا أعمالهم نتيجة إقفال المؤسسات والمصانع بسبب أزمة الدولار أولا، ثم لتوقف الأعمال نتيجة انتشار «الفيروس».
ماذا عن دور «اللجنة» خلال هذه «الأزمة»؟
– بداية هناك الدور التوعوي الذي يتمثل بعدة مسائل:
1ـ التوعية المجتمعية عامة، وتلك الموجّهة للنساء والأطفال خاصة، وذلك عبر كتابة أعضاء «اللجنة» والزميلات عبر صفحات وسائل التواصل الإجتماعي لنشر الوعي حول الوقاية من هذا «الفيروس»، إضافة إلى تحفيز الناس عامة والمرأة خاصة للضغط على المسؤولين للعمل بكل الوسائل لاسترداد الأموال المنهوبة أو المهرّبة.
2ـ العمل على كبح غلاء أسعار السلع ولا سيما الغذائية والأساسية الأخرى، والحثّ على وجوب تحميل من هم في السلطة وأولئك الذين غادروها بجيوب منتفخة المسؤولية الأساسية وأن يتحمّلوا في هذه المرحلة العصيبة المسؤولية الوطنية والإنسانية في مراقبة الأسعار ومنع استغلال التجار لحاجة الناس إلى بعض السلع ليرفعوا أسعارهم دون رقيب ودون رحمة.
3ـ الضغط باتجاه لجم ارتفاع سعر صرف الدولار لدى الصرافين، بالرغم مما تتم الإشارة إليه من أن ذلك يخضع لحركة العرض والطلب.
4ـ مواجهة العنف ضد المرأة ولا سيما في هذه الأيام، أثناء الحجر المنزلي، بوجود المعنّف والمعنّفة في مكان واحد كل الوقت.
وهنا إسمحي لي أن أشير إلى أن عدد أرقام اللواتي تبلغن عن تعرّضهن للضرب والعنف قد تزايد في مرحلة «الكورونا» بشكل مثير للقلق.
وضمن هذا الإطار، فإن «اللجنة» تستمر في توعية النساء وتعريفهن على حقوقهن النسائية والقانونية وحثّهن الإتصال بالقوى الأمنية المختصة وبالجمعيات التي تؤمّن لهن الإستشارات القانونية والحماية من العنف الأسري.
نحن نعلم أن «اللجنة» هي المنسقة الإقليمية للمنطقة العربية في الإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي؟
– صحيح ، وانطلاقا من ذلك تتابع «اللجنة» باهتمام إنعكاسات «كوفيد 19» على النساء والأطفال وكبار السن في لبنان والمنطقة العربية، ولا سيما في فلسطين المحتلة.
وقد أصدرت بهذا الصدد البيانات ووجّهت النداءات مناشدة منظمات الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية لإطلاق سراح النساء والأطفال ليكونوا بين أهلهم إسوة بغيرهم، بعيدين عن تفشّي «الفيروس» في السجون عامة وفي سجون الإحتلال الإسرائيلي المكتظة وغير الإنسانية خاصةـ
كيف تتم مساعدات العائلات المحتاجة؟
– فيما يخص المساعدات المادية، لـ «اللجنة» 8 فروعا، منتشرة في المناطق اللبنانية، وأعضاء «اللجنة» ينخرطن حاليا في عملية رصد العائلات المحتاجة في المناطق، كما يساعدن بتوزيع الحصص الغذائية لهذه العائلات.
كيف يتم التنسيق، وماذا عن التمويل؟
– تلك الحصص يحصلن عليها بالتنسيق مع البلديات أو من تبرعات الخيّرين ممن يملكون المال في مناطق أخرى.
أما فيما يخص التنسيق فهو يختلف ما بين منطقة وأخرى، ففي بعض المناطق يتم التنسيق مع البلديات كما يحصل في منطقة عاليه ومنطقة الجنوب.
وهناك مناطق أخرى يتم التنسيق فيها مع الجمعيات النسائية والخيرية الأخرى غير النسائية، وذلك في فرعي معركة وصور.
ختاما، إسمحي لي أن أشير إلى أن «اللجنة» ليست جمعية خيرية ولا تملك المال، وأن ماليتها تعتمد على اشتراكات الأعضاء وتبرّعات الأصدقاء والصديقات. كذلك تتأتى من بعض الأنشطة والمشاريع المالية المخصصة التي يعود ريعها لصندوق «اللجنة».
نقلا عن جريدة اللواء