بيان لجنة حقوق المرأة اللبنانية
إن لجنة حقوق المرأة اللبنانية إذ هالها الانفجار الزلزال ونتائجه الكارثية الذي دمّر أكثر من نصف بيروت، وطال عصفه وأضراره قرى وبلدات عديدة، فحصد أكثر من مئة وثلاثة وستين قتيلاً وأكثر من ستة آلاف جريح؛ بعضهم الكثير في وضع حرج، إضافة إلى عدد كبير جداً من المواطنين الذين أصبحوا بلا مأوى، ومن المفقودين (الذين لم تتمكن الجهات المختصة من تحديد أعدادهم بعد ) أو الذين تتطايروا قطعاً وأشلاء متناثرة … مما ينبئ عن هول الكارثة وحجم المأساة وعقم هذا النظام وسلطاته المتعاقبة التي تتسم بسوء الإدارة والاستهتار والجهل أو الجشع واللامسؤولية، مما كبد البلد الكثير من الويلات وأوصله إلى الإنهيار والخراب.
وكأن لبنان لا يكفيه ما يواجهه من معضلات كيانية ومصاعب أمنية وأزمات مالية ونقدية واقتصادية كانت وراء قيام ثورة 17 تشرين التي عرّت أهل الحكم وتصدت للفاسدين ولناهبي المال العام ولسوء الإدارة في دولة “أمراء الطوائف” وأتباعهم والمحاسيب؛ حتى يأتي زلزال مرفأ بيروت المدمر !!
إن لجنة حقوق المرأة التي هالها ما حدث والتي يعتصر قلوب أعضائها وقيادتها الألم؛ إذ تتقدم من أهالي الشهداء بالتعازي الحارة وصدق المواساة، ومن ذوي الجرحى بخالص الدعاء للشفاء العاجل والتعافي الكامل تعلن :
أولاً : وضع إمكاناتها المتوافرة لتقديم أية مساعدة تستطيعها ضمن قدراتها المتواضعة.
ثانياً : أنها تعول على ما راكمته الحركة الشعبية في محطات عديدة من إنجازات على مستوى الوعي الوطني وصولاً إلى انتفاضة 17 تشرين الأول المجيدة التي أنعشت في نفوسنا الأمل بقيام الدولة المدنية الديمقراطية اللاطائفية التي يمكنها الإطاحة بالطبقة السياسية ونهجها القائم على التبعية والفساد والمتاجرة بأرواح الناس وأرزاقهم.
ثالثاً : إن تركيبة النظام الطائفي االتحاصصي القائم، المولد للحروب الأهلية والذي يشكل بطبيعته ملاذاً للنهابين والسارقين والمستهترين والمجرمين الذين كانوا بإهمالهم أو جهلهم أو غاياتهم … وراء تدمير عاصمة الانفتاح والجمال والثقافة والفكر والأدب والفن والإبداع والعنفوان “ست الدنيا” بيروت الحبيبة… التي سوف نقدم كل غال ونفيس لتستعيد ألقها وجمالها ودورها