علم وخبر : 199/1970

المحتوى   

أخبار المرأة:

 الكلمة الخاصة بمناسبة رحيل الزميلة الدكتورة المناضلة ليلى الأشقر في الإحتفال الذي اقيم في منطقة عكار

أيها الأصدقاء

أيتها الصديقات

 

كيف يمكن للمرء ان يختزل مسيرة أعوام في وريقات ؟ وكيف يمكن لكلمات مهما عمق معناها، أو زاد عددها بأن تفي المناضلين حقوقهم ؟ لذلك أرى بأن المهمة صعبة.

 

ليلى الأشقر.. تلك المناضلة من زمن النضال العتيق، خطت بثقة وصلابة تناضل في سبيل الانسان وفي الدفاع عن حقه بالعيش الكريم. ها هي تطالب  بحقوق المرأة فكانت من الرائدات اللواتي رسمن طريق إثبات الذات عن طريق الانخراط في لجنة حقوق المرأة اللبنانية إلى جانب رفيقات لها آمنّ مثلها بأن قضية حقوق المرأة لا تنفصل عن قضايا الانسان والوطن ككل، بذلت وما بخلت، زرعت نبتة فاق عمرها الستين وما شاخت فمطالبتها بحقوق العاملة والموظفة والمرأة الانسانة كانت نافذة فتحت أمام زميلات لها ممن سرن على الدرب مستنيرات بالامل الذي زرعته وارسته فيهن.

 

ولان ليلى الانسانة لا تنفصل عن ليلى الطبيبة في بحثها عن الحق والعدالة والمساواة فها هي تداوي جراح المتألمين من أبناء مجتمعها، كانت طبيبة الفقراء دخلت بيوتهم تساعدهم وتبلسم جراحهم طبياً وفكرياً وانسانياً  فكانت واحدة فمن تركن بصماتهن الانسانية اينما حلت والى يومنا هذا.

 

ان ليلى الاشقر لم تنكفئ يوماً عن النضال ولم تتراجع  الا بفعل الظروف الصحية التي ابعدتها جسداً عن الفعل والتفاعل، لكنها تبقى دائماً تلك المناضلة بصمت المؤمنة بنهج اختارته عن قناعة ومارسته بصلابة عبر نضالها في لجنة حقوق المرأة، فكانت ولا تزال مثالاً يحتذى في الالتزام بمبادئ حرية المرأة وانسنتها  لتكون شريكة حقيقية للرجل في بناء مجتمع متكاتف  متعاون، يتساوى فيه الجميع بالحقوق والواجبات.

 

أيها الاصدقاء والصديقات...

القول في ليلى الاشقر ومثيلاتها يطول ويطول، وتبقى خلاصة القول بأن أمر هذا الوطن غريب، غريب إلى حد يتعدى الغرابة ، فمناضلوه مهملون، مدفوعون إلى الاحباط  واليأس. وتكريمهم لا يكون الا بعد رحيلهم والخلاص منهم بالموت. لكن رغم ذلك ، نقول لك أيتها المعلمة، ان لجنة حقوق المرأة  التي رصفت نضالاتها باكف المناضلات ودمائهن، وبنيت مسيرتها بعرقهن ودأبهن، لن تزيح عما رسمتن لها من طريق ثابت يعبر عن وعيكن المبكر لضرورة النضال النسوي في سبيل تحقيق العدالة والمساواة وفي ضرورة الحراك النسوي وقدرته على التغيير الفعلي في محيطه الاجتماعي.

 

لك العهد أيتها الزميلة الراحلة باننا وان كبونا يوماً سنبقى سائرات ابداً على هدي بوصلة لا تخطئ هدفها ابداً.. فارقدي بسلام.

 

      وشكراً

                                                                                         غانية الموصلي دوغان

                                                                                    رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية

                                                                                           عكار 28/7/2011

   
   
  نرجو الإتصال بمدير موقعنا. Copyrights LLWR 2011©. كافة الحقوق محفوظة.