حتى هذا اليوم الذي سالت فيه دماء الكادحين
والذي سجله التاريخ عيدا للعمال، أزعج من لا تهمهم أوضاع العمال
والعاملات فوجدوا له تفسيراً جديداً ليصبح "عيد العمل".
ان ما نراه من تزوير للتاريخ ونسمعه من أضاليل،
يحتم علينا التذكير بوقائع ما حدث قبل مائة وخمسة وعشرين سنة!
انطلقت في الاول من أيار عام 1886 تظاهرة
عمالية في مدينة شيكاغو (الولايات المتحدة الاميركية) للمطالبة
بثمان ساعات عمل في اليوم. تعرضت هذه المسيرة السلمية لعملية قمع
بوليسي أجبرتها على الانسحاب من الشارع، وإذ بدوي انفجار تبين انه
ناتج عن قنبلة في صفوف البوليس سقط فيها 15 ضحية.
القي القبض على القيادة النقابية التي اعتبرتها
السلطات المحلية انها المسؤولة عن هذا العمل الاجرامي ، ثلاثة
نقابيين حكم عليهم بالسجن المؤبد وخمسة تم اعدامهم على الرغم من
وجود أدلة تؤكد عدم مسؤوليتهم عما حدث. ان آخر كلام قاله القائد
النقابي أوغست سبايز قبل اعدامه ما زال منقوشاً على لوحة مدفنه
"سيأتي يوم يصبح فيه سكوتنا أقوى من الاصوات التي تخنقونها".
وما نعرفه أيضاً من مراجع عالمية، ان أحد رجال الامن اعترف وهو على
فراش الموت انه هو الذي القى القنبلة تنفيذاً لامر قائده.
بعد ان ظهرت الحقيقة المرة، قررت الحركة
النقابية إعادة الاعتبار إلى شهدائها فعقدت مؤتمرها الثاني في
باريس العام 1891 واعتمدت فيه تاريخ الأول من أيار عيد العمال
العالمي. ( Fêtes des travailleurs)
السؤال الذي نود طرحه : هل هذا التاريخ الممزوج
بدماء النقابيين وعرق الكادحين والكادحات يمكن ان يمحى من ذاكرة
الذين ما زال لديهم ذاكرة ؟.
قبل عدة عقود فرضت الحركة العمالية
بوحدتها في لبنان، تأسيس النقابات وكان
الاول من ايارمناسبة عمالية بامتياز حيث تعم في هذا اليوم
الاحتفالات وتطرح المطالب، التي كانت تقابل بالحديد والنار.
من منا يمكنه ان ينسى شهيدات الحركة العمالية،
عاملة الريجي وردة بطرس وعاملة معمل غندور فاطمة الخواجة اللتين
سقطتا برصاص الغدر رداً على المطالبة بحقوق للعمال وللعاملات.
اين انتم اليوم ؟ تلهثون وراء لقمة العيش ولا
تتحركون. ممّ وممّن تخافون ؟
يا عمال وعاملات وطننا لبنان : بوحدتكم فقط ،
يمكنكم الوصول إلى مطالبكم المحقة. مهما تعددت انتماءاتكم الدينية
والعقائدية اواختلفت، انتماؤكم الاول ينبغي ان يكون لوطنكم
وكرامتكم وعائلاتكم.
نحييكم يا عمال وعاملات لبنان ونشد على اياديكم
ونتمنى ان لا نردد ما نقوله اليوم " عيد وباية حال عدت يا عيد".
بل ان نقول كل عيد و الوطن والحقوق بالف خير.
عاش الاول من ايار
عيد العمال العالمي |