تحية للمناضلة الغائبة ثريا عدرة ، أولى الرائدات اللواتي احتفلن
باحياء يوم المرأة العالمي
.
"عالميا
" ، وفي العام ١٨٥٧ ، نفذت عاملات المصانع في نيويورك ، احتجاجا
سلميا حيث كن يعملن تحت ظروف لا إنسانية منها ١٦ ساعة عمل وغياب
الضمانات الصحية و عمالة للأطفال في سن مبكرة ... الخ ، وكن
عاملات مصانع النسيج وغيرها وكانت خلفياتهن الفقر والامية . يومها
أطلقت الشرطة الرصاص على المتظاهرات وسقط منهن الشهيدات والضحايا
.
وعلى اثر ذلك ، تأسست اول نقابة لعاملات النسيج في ذلك البلد
.
وفي العام ١٩٠٨ ، تظاهرت ايضا النساء في نيويورك طلبا لتخفيض
ساعات العمل الى ٨ ساعات و منع تشغيل الأطفال ومنح النساء حق
الاقتراع ، وجاءت التظاهرات تحت شعار "الخبز والورد " حيث حملت
النساء الخبز اليابس والورود في دلالة على ظروفهن الصعبة من جهة
وعلى سلمية التحرك من جهة اخرى
.
وخلال العام ١٩١٠ ، و مع بداية التحضير للحرب العالمية الاولى بين
الدول الكبرى ، عقد موءتمر في كوبنهاغن / الدانمرك وضم نساء
مندوبات من مختلف دول العالم وتضمن " دعوة للسلام و رفض للحرب "
و ذلك لما ستجره من ويلات على الشعوب وخاصة النساء والأطفال و لما
ءسيشكلون الرجال من وقود لتلك الحرب . وفي ذلك المؤتمر اقرت النساء
المجتمعات الثامن من آذار ، يوما عالميا للمرأة ، وتشكل ايضا في
حينه الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، الذي لعب فيما بعد ادوار
هامة في قضايا حقوق النساء حول العالم ، ولا يزال ينشط في الدفاع
عن حقوق المرأة حتى يومنا هذا
.
وهكذا تحول ٨ آذار الى يوم عالمي للمرأة ، تخرج فيه النساء للتعبير
عن آرائهن حول قضية حقوق المرأة وحقوق المجتمع
.
"
محليا" في لبنان ، وفي العام ١٩٤٨ ، وبعد سنة على تأسيس " لجنة
حقوق المرأة اللبنانية " ، التي كانت قد انتسبت باكرا للاتحاد
النسائي الديمقراطي العالمي ، وكانت رئيستها الاولى في حينه
المناضلة ثريا عدرة ، وهي من أوائل الرائدات اللواتي دعون لتنظيم
احتفال لمناسبة يوم المرأة العالمي ، وكان ذلك في "التياترو الكبير
"في وسط بيروت وكان الحضور نساء ورجالا ، ولكن التياترو الكبير كان
مقفلا ومحروسا من العسكر ، منعا للاحتفال بحجة ان المناسبة مستوردة
!
لم يتراجع المدعوون ، بل ساروا في مسيرة سلمية باتجاه مخفر الجميزة
، رافعين شعار " حقوق المرأة هي حقوق المجتمع
"
،
ويومها اعتقلت عشرة سيدات كن في مقدمة المسيرة ، منهن المناضلة في
صفوف لجنة حقوق المرأة حتى اليوم ، جورية صدقة
.
ولا زالت اللجنة تحيي هذه المناسبة سنويا
.
ولاحقا ، في العام ١٩٧٥ ، تبنت هيئة الامم المتحدة الثامن من آذار
اليوم العالمي للمرأة ، وأصدرت قرارا رسميا باعتماد هذا اليوم
مناسبة عالمية
.
سيبقى الثامن من آذار يوم المرأة العالمي ، يوما نضاليا في مسيرة
لجنة حقوق المرأة اللبنانية وشمس لا تغيب
!
الثامن
من آذار تحية وفاء لنضال المرأة العربية ونضال نساء العالم
. |