كلمة المركز الإقليمي العربي للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي
كلمة المركز الإقليمي العربي للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في الاعتصام الذي دعى إليه قطاع المرأة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لمناسبة يوم الأرض.
أيتها الأخوات، أيها الأخوة
أيتها الصديقات، أيها الأصدقاء
يوم الأرض، هو يوم الانتفاضة الوطنية الفلسطينية العارمة التي تفجرت ذات يوم عام 1976… وقصته هي قصة الشعب الفلسطيني الجريح في مواجهة العصابات الصهيونية الخبيثة، فيبرز تشبث الفلسطينيين بأرضهم لباً للصراع مع الحركة الصهيونية التي تمثل نتاجها المادي بغدة خبيثة اتخذت شكلاً هجيناً لكيان صهيوني غاصب !!!.
من هنا فإن قصة الأرض هي قصة التمسك بها والتجذر عميقاً في ترابها، وفي تاريخ وطن سقي بالدم والدموع والآلام، فوقف شعبه في وجه محاولات الصهاينة تهويدها واستلابها… لكل هذا ينتفض الفلسطينيون كل عام… إضراب شامل، تظاهرات شعبية عارمة…هبة واحدة في معظم القرى والمدن والتجمعات الفلسطينية داخل فلسطين، وفي بلدان الشتات… ليتحول يوم الأرض، يوماً وطنياً جامعاً لكل من يجري في عروقه الدم الفلسطيني؛ كما لكل من يختزن قيم الإنسانية العادلة.
لقد أراد الاحتلال وعملاؤه لأهلنا داخل فلسطين، أن يذعنوا ويرضخوا ويستسلموا ويرضوا بالأمر الواقع !! لكن شعب فلسطين الأبي، لم ولن يرفع الراية البيضاء، بل سيرفع، حتى التحرير الكامل، راية المقاومة بالأرواح وبدماء الشهداء الزكية التي سقت وتسقي سفوح الكرمل والجليل وكل التراب الفلسطيني…
إن هذه الأرض التي تحتضن رفات الشهداء المحددة هوياتهم، والآخرين في مقابر الأرقام؛ تستحق منا جميعاً أن نتحد وأن نرتقي فوق الاختلافات، وأن نضحي لأجلها..
فلنواجه المخطط الصهيوني الهادف إلى تهويد فلسطين، وتصفية القضية الفلسطينية، وإقامة المزيد من المستعمرات، بعد إفراغ الأرض من سكانها واقتلاعهم وتمزيقهم مجموعات صغيرة منعزلة، والتضييق عليهم بمختلف الأساليب القمعية !!! لنواجه هذا المخطط بصحوة عربية داعمة وبوحدة الصف الفلسطيني المقاوم، السبيل الوحيد لتحقيق النصر المنشود.
يأتي يوم الأرض هذا العام في ظل حرب إبادة يشنها العدو على غزة الحاصرة المقاومة، حيث القتل اليومي للأطفال والنساء والشيوخ… في حملة تطهير عرقي لم يعرف التاريخ الحديث لها مثيلاً !!.
إن الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي الذي يتمتع بصفة مراقب في الأمم المتحدة، والذي وقف إلى جانب شعوب العالم في نضالها ضد الفقر والاستغلال والعدوان والاحتلال… من أجل التحرر والاستقلال وحق تقرير المصير، كما في سبيل العدالة والمساواة والسلام؛ كان وسيبقى صوتاً صارخاً، داعماً للقضية الفلسطينية وللشعوب العربية التي تناضل لدحر العدو الصهيوني المدعوم أميركياً…
كما يجدر بنا هنا أن نوجه، بإسم المركز الإقليمي العربي للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، تحية إكبار للشعب الفلسطيني لمناسبة يوم الأرض، وتحية إجلال للأسيرات والأسرى الباسلات والبواسل في سجون الاحتلال اللواتي والذين يسجلون الانتصار تلو الآخر على السجان. كما ندين الاعتداء الأخير عليهم في سجن النقب، وندعو المنظمات الدولية والحقوقية في العالم أن تتحرك سريعاً لمحاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الإنسانية.
نقول هذا ونحن نتطلع إلى بلدان صديقة في العالم، مهددة هي الأخرى بخطر كبير … نشهد الهجوم الأميركي المنظم على فنزويلا وعلى الثورة في كوبا ونيكاراغوا وبوليفيا.. ونتابع بقلق ضرب مكتسبات الطبقة العاملة والفقيرة في الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا…والتآمر السافر على البلدان التي ترفض الانصياع لسياسات الولايات المتحدة الأميركية.
أما في زيارة “بومبيو” للمنطقة العربية ومحاولته إملاء شروط إدارته الأميركية على لبنان: إن° فيما يتعلق بالوضع الداخلي اللبناني وعلى مساحة الوطن، أو فيما يخص رسم الحدود مع الكيان المحتل !! في مؤامرة تشكل امتداداً “لصفقة القرن” … وها هو رئيسه ترامب يقدم للصهاينة ما لا يملك، وكأن توقيعه يحدد هوية البشر والحجر والأرض ومسار التاريخ والجغرافيا في الجولان السوري المحتل… إنه بحق انتهاك صارخ ووقح للقوانين والمواثيق الدولية يُنذر بخطر شديد يهدد دول العالم قاطبة.
ولكننا بالمقابل، نرى الجمال الكلي ونبل التضحية في استشهاد البطل عمر أبو ليلى… الذي شيعناه بقلوبنا كما شيعنا قبله الفدائيين الأبطال من المثقفين المشتبكين مع الاحتلال الصهيوني …
وها نحن نهتف من أجل تحرير فلسطين اليوم، وكل أسبوع، مع أهلنا في مسيرات العودة في غزة، ونحيي صمود الشعب السوري والعراقي ودحرهما للإرهاب، ونؤازر شعب اليمن المنكوب بالعدوان المتمادي، وندعم ثورة الشعب السوداني في مواجهة الظلم والنظام الأمني، كما نعاهد لبناننا الحبيب أن نستمر في الحراك الشعبي ضد الطائفية والمذهبية والاستغلال والمحاصصة والتبعية والتمييز وضد المرأة، من أجل حقها بالمساواة في قانون الجنسية، وفي سبيل إقرار قانون مدني موحد للأحوال الشخصية.
تحية من القلب أوجهها للمنظمة النسائية الديمقراطية “ندى”.
تحية للمنظمات النسائية العربية الأعضاء في المركز الإقليمي العربي للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي.
عاشت فلسطين حرة سيدة مستقلة عربية .
عاش لبنان. عاشت قضايا الشعوب الحرة.