مرسيل حنينه عبد الصمد و جورية صدقه غربية ، مكرمتان في يوم المرأة العالمي
كلمة وفيقة مهدي
تعطي إن مشت ، ينبت تحت قدميها ربيع. وتنتج إن جلست ، فكرا وعلما وفنا في الجمال بديع .
هي المرأة ،بكل تجلياتها ، المرأة الأولى ام تحنو وهي تنحني والثانية أخت تسند وهي تنتمي والثالثة حبيبة تَعْشَقُ وتُعْشَقُ فتكتمل معها الحياة وتأتي الرابعة إبنةً ما أحلاها زهرة تعيد من جديد ..صياغة الحياة .
هي المراة اصل الحياة بل هي …كل الحياة.
في يومها العالمي ، نجتمع لنعدد مآثرها ، إنجازاتها هي امي وكل امهاتكن السيدات القائدات المسابقات والرموز الرحلات والحاضرات والاتيات.. لأننا استمرارية والطريق طويل..
ولئن نجتمع اليوم للاحتفاء بها فإننا نحتفي ايضا باصدقائنا وباخواتنا وبناتنا وصديقاتنا بل بحفيداتنا اللواتي مازلن في ملاعب طفولتهن يرمقن خطانا ويكتشفن إثرها بوصلة المسير ..هذا ما ستظهره لنا او توضح الكثير من جوانبها الخفية عبر إطلالتها المشرقة بالعلم والمعرفة والوفاء لمن سبقنها ….مع كلمة السيدة عائدة نصرالله رئيسة أجنة حقوق المرأة اللبنانية .
بهذه العبارات القصيرة والمعبرة ، افتتحت مسؤولة العلاقات الخارجية في لجنة حقوق المرأة اللبنانية السيدة وفيقة مهدي ، الاحتفال التكريمي الذي أحيته اللجنة للمناضلتين مرسيل حنينه عبد الصمد و جورية صدقة غربية.
وتزامنا مع اليوم العالمي للمرأة ، عرضت بالفيديو رسائل التحيات الموجهة للجنة حقوق المرأة اللبنانية من جمعيات نسائية ، منها :
كوبا ، فنزويللا، البرتغال ، إيطاليا ، السودان، العراق ، الأردن ، فلسطين ، سوريا ، البحرين ..
والتي تضمنت التهنئة والتضامن مع المرأة اللبنانية و الإشادة بدور لجنة حقوق المرأة في مسيرة النضال من اجل المساواة والعدالة الاجتماعية .
وتسلمت المكرمتان الورود و الدروع باسم اللجنة بمشاركة المناضلة الرائدة ليندا مطر ، كعربون وفاء وتقدير لنضالهن على مدى عقود.
Posted by League for Lebanese Women's Rights لجنة حقوق المرأة اللبنانية on Wednesday, March 20, 2019
كلمة عائدة نصر الله الحلواني
في الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، لا بد ان نستذكر مناضلات رائدات سطرن تاريخاً مجيداً في كتاب لجنة حقوق المرأة اللبنانية، وأن نقف احتراماً وإجلالاً وأسى، على مناضلتين فقدناهما منذ وقت قريب… عنيت بهما : الزميلة العزيزة زينة فرح مسؤولة قطاع الشابات؛ والمناضلة الرائدة الرئيسة السابقة للجنة عزة الحر مروة، الحاضرة دائماً في يومياتنا ووجداننا، والتي تطالعنا بصماتها في كل أمر و قضية…
8 آذار 1857… شيكاغو – الولايات المتحدة الأميركية… عاملات نسيج أحنت هاماتهن ظروف العمل القاسية واستغلال أصحاب العمل، مضافاً إلى ذلك تمييز في الأجر بين العمال والعاملات على قاعدة ذكورية سلطوية فارغة لا تزال تصر حتى يومنا هذا أن بإمكانها الاستمرار في إذلال النساء والتفريط بكراماتهن وحرمانهن حقوقهن…
العاملات هؤلاء، وفي ذلك الزمن، كنّ يعملن 18 ساعة في اليوم، بأجور زهيدة، ولا ضمانات !! يخرجن في تظاهرة تطالب بحقوقهن… فيقمعن ويضربن ويسقط عدد منهن جرحى وقتلى.
هذه الحادثة المرتبطة بذاك التاريخ في شيكاغو؛ طُرحت في المؤتمر النسائي العالمي في كوبنهاغن العام 1910، لتكون محطة تاريخية للمرأة، ولكنها بقيت في المراوحة حتى العام 1945، حين نادى المؤتمر الأول للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس – بتكريسها يوماً عالمياً للمرأة تستنير بهديه لتكمل المسيرة…
… وتلمس 8 آذار طريقه بصعوبة : فالبريطانيات كن يحتفلن به في الزوارق بعيداً عن الشواطئ .. وفي بتروغراد عام 1911، سارت تظاهرة عارمة للمناسبة… وفي أكثر من بلد في العالم كان يتم إحياؤه خفية في المنازل أو الحدائق الخاصة.. إلى أن فرض نفسه كمحطة نضالية عالمية تتوقف عندها النساء لتقيِّم؛ فتطرح السؤال : “أين أصبحنا على طريق حقوقنا والمساواة؟” وظل الأمر كذلك حتى أقرته الأمم المتحدة العام 1970.
وفي 8 آذار 1947 ومباشرة بعد تأسيسها، تبنت لجنة حقوق المرأة اللبنانية هذا التاريخ وحملته إلى لبنان بعد انضمامها إلى الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي. وليس بجديد القول.
إن لجنة حقوق المرأة اللبنانية هي أقدم منظمة نسائية تطرح قضية المرأة في بعدها الوطني والحقوقي المرتبط بالديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان… فكانت اللجنة تحتفل بـ 8 آذار سراً في الحقول وتحت أشجار الزيتون وفي ظلال أحراش الصنوبر.. لأن إحياءه كان يعتبر هرطقة… والحجة أنه تاريخ مستورد خارج على تقاليد ذلك الزمن …
طريق رُسمت .. فكانت إنجازات… تركت اللجنة فيها بصمات، ظهر أثرها في التقدم المحرز في واقع المرأة على كل صعيد.
رائدات أسست : أملي فارس إبراهيم – ثريا عدرة – ألفيرا خوري – ماري صعب – ثم ماري ثابت وجورجيت عكاوي وأملي وديع نصر الله…
وأسماء لمعت : ليندا مطر ورفيقاتها العديدات… ليندا مطر التي شكلت المشعل والنبع الغني الذي لا نزال ننهل من معينه ونغتذي، وإلى جانبها نجمتان متألقتان تضحية وعطاء : مارسيل عبد الصمد وجورية غربية؛ اللتان كانتا ولا زالتا مدرسة في البذل والكفاح.. بوركت، جورية ومارسيل، أياديكن الندية وفكركن النيِّر !!.
واذكرُ عندما دخلت اللجنة العام 1975، كانت ماري صعب وليندا مطر، وكانت مريم عبدو وعايدة قاصوف … وسواهن الكثيرات في بيروت وكذلك في الفروع… وكان آنذاك وجها مرسيل وجورية بين الوجوه التي اضاءت طريقنا.. كيف لا وقد جهدتا، فقدمتا الكثير وأسستا عدداً من الفروع وخرقتا حاجز الممنوع والمحظور، فأوصلتا صوت اللجنة إلى المسامع وأحدثتا دوياً لا تزال تردداته حتى يومنا هذا … فلكما مني أيتها العزيزتان كل الاحترام والتقدير لمناسبة يوم المرأة العالمي.
تحية إلى المرأة اللبنانية التي لا تزال تعاني التمييز والعنف، والتي تناضل ضد النظام الطائفي المتخلف العفن، بؤرة الفساد والسمسرة والمحسوبية، والمولد للحروب والنزاعات، والتي تكافح من أجل المساواة والكرامة وقيام الدولة المدنية الديمقراطية اللاطائفية.
تحية إلى المرأة الفلسطينية المكافحة في سبيل حقوقها وحق الشعب الفلسطيني بوطنه وأرضه.
تحية إلى المرأة السودانية التي تتصدر التظاهرات في مواجهة الفقر والظلم والتمييز.
تحية إلى المرأة الفنزويلية التي تتحدى الحصار الاقتصادي وتقاوم التدخل الأجنبي في شؤون فنزويلا الداخلية.
تحية إلى المرأة في العالم العربي وفي كل أنحاء العالم، لمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي.