نعي المركز الاقليمي العربي للمناضلة الكبيرة دورا كاركانيو
المركز الإقليمي العربي للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي
دورا كاركانيو ، المدافعة الشرسة عن حقوق المرأة، وداعاً
تنعي المنظمات والجمعيات النسائية في المركز الإقليمي العربي للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي ببالغ الحزن والأسى، الصديقة العزيزة والمناضلة النسوية الرائدة والمناهضة للأمبريالية، والمدافعة الشرسة عن حقوق النساء والأطفال والأوطان، سيدة المباديء دورا كاركانيو. لقد رحلت دورا جسدياً ولكنها تركت مثالها في النضال مزروعاً في تاريخ الحركة النسائية العالمية، وكذلك التزامها بالسعي بلا هوادة من أجل أن يكون العالم مكانًا أفضل، وأكثر عدلاً وإنسانية.
تميزت دورا كاركانيو بأسلوبها الديناميكي في الترابط والتواصل الدائم مع القواعد الشعبية، وبالتزامها بضرورة تدريب الكوادر من الأجيال الجديدة، وبتعاليمها ومساهمتها في تعزيز الصداقة والوحدة بين نساء أمريكا اللاتينية والعالم…
مسيرة حياة دورا كانت مليئة بالمحطات والمسؤوليات النضالية، لا سيما في قيادة اتحاد النساء الكوبيات طيلة سنوات عديدة. فمنذ ربيع عمرها التحقت بنشاطات اتحاد الشباب الاشتراكي، ثم بالحزب الاشتراكي الشعبي. وفي عام 1959 انضمت إلى الميليشيات الثورية، وصولاً الى عام 1960 حيث قامت بتأسيس اتحاد النساء الكوبيات مع القائدة الراحلة فيلما اسبين وانتُخبت في عام 1967، أمينةً عامة، وهو المنصب الذي شغلته حتى عام 1990، فساهمت في رسم خطط عظيمة في القوانين والسياسة والمجتمع، غيرت مستقبل المرأة الكوبية. وفي العام نفسه، انتخبت دورا منسقة المكتب الإقليمي لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، المحفل الذي خاضت فيه معارك كبرى على المستوى الوطني الكوبي كقضية عودة الطفل إليان، وتحرير الأبطال الكوبيين الخمسة، وفي نفس القوة رفعت الصوت عالياً دفاعاً عن القضية الفلسطينية وقضايا الشعوب العربية في وجه العدوان الاسرائيلي، وعن أكثر القضايا عدالة لشعوب عالم الجنوب في العديد من المحافل الدولية.. الأمر الذي جعلها تستحق بجدارة العديد من الأوسمة وشهادات الاستحقاق.
اليوم، وبالرغم من الألم والحزن الشديدين على رحيل هذه المناضلة الكبيرة، لا بد لنا، نحن الجمعيات الأعضاء في المركز الاقليمي العربي للإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي إلا أن نؤكد مواصلتنا النضال من أجل القيم التي كرست لها حياتها المناضلة دورا، لا سيما قضية حقوق المرأة والعدالة الانسانية وحرية وسيادة الأوطان ضد الاحتلال الاسرائيلي والهيمنة الأمبريالية وفي مكافحة الفساد الذي يعيق تقدم المجتمعات.
كلنا ثقة بالنساء الكوبيات اللواتي يحافظن، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، على هذا الإرث الثوري العظيم، الذي تركته دورا ومن قبلها القائدة فيلما اسبين، وخاصة على صعيد وحدة الصف بين النساء الكوبيات الثوريات.
المجد والخلود للمناضلة الكبيرة دورا كاركانيو!
بيروت، في 5 تشرين الثاني 2021
المركز الإقليمي العربي للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي