مبادرة لا لقهر النساء
– بيان تجديد المشاركة الفاعلة في حملة ال 16 يوم لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي –
مع إكتمال فجر اليوم؛ الخامس والعشرين من نوفمبر، تبدأ الحملة العالمية للقضاء على العنف ضد المرأة، التي انطلقت في العام 1991، وهي حملة دولية لمواجهة العنف ضد النساء والفتيات تُجرى كل عام ابتداءً من 25 نوفمبر – وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة – إلى 10 ديسمبر – وهو يوم حقوق الإنسان- بغرض رفع الوعي ومناهضة هذا العنف؛ حيث رصدت عمليات عنف بشعة تؤدي الى مقتل امراة في كل عشرة دقائق، لذا جاء وسم الحملة لهذا العام بعبارة #لا_عذر، حيث ليس هنالك أي مبرر لوجود وتزايد العنف والقهر، وتراجع معدلات الأمن الانساني الشامل للشخصي والمجتمعي والسياسي والاقتصادي والغذائي والصحي والبيئي.
إننا في مبادرة لا لقهر النساء، نرفع اصواتنا الان ونحن تحت نيران الحرب وعنفها المتواصل، واستهدافها المباشر والموجه ضد الشعب السوداني عامة وتجاه النساء بصفة خاصة.
الان توجد اكثر من 6,9 مليون إمرأة وفتاة سودانية حياتهن وسلامتهن مهددة بالقتل والاغتصاب والنزوح واللجوء، والاستغلال الجنسي والاسترقاق الجنسي والاجبار على مزاولة البغاء القسري لصالح محتجزين مسلحين، او الزواج القسري تحت تهديد السلاح.
هذا إلى جانب اشكال متعددة من (حرقة الحشاء) على فقدان الاخوة والازواج والابناء؛ في محرقة الحرب وما ترتب عليها من ويلات تمثلت في نقص الامن وشح الغذاء وإنعدام الدواء، وغياب القانون ورسوخ الفوضى.
إن تعرض بنات وأبناء السودان للإعتقال التعسفي والاخفاء القسري، والمحاكمات الجزافية، وتوجيه العنف ضد المدافعات عن الحقوق؛ بالاعتداء عليهن بالضرب والتهديد، وترعيبهن وسط مناطق تصنف بأنها (آمنة) وهي في الواقع سجنا كبيرا، تغلق أبوابه ليمارس العنف بكل اشكاله على كل من ينادي أو يعتقد أنه/ ها يحمل رؤية مناهضة للحرب أو يمكن أن يقف في طريق تغذية الحرب، أو يرفض أن يكون جزءا من وقودها.
في مواجهة هذا المنطق المختل، فإننا في مبادرة لا لقهر النساء، اليوم نخاطب السودانيات والسودانيين من كل الاعمار ومختلف الفئات، بمنطق وطني عقلاني علمي وعملي يكرس ثقافة السلام ويهيئ لبناء السلام، لأنه
بالسلام تولد الحياة، وفي الحرب مصادرة للحق في الحياة الآمنة.
لذا، ندعوا في بداية إنطلاق حملة الستة عشر يوما لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي إلى أن نرفع اصواتنا عالية ونطالب بإرساء السلام، ونجدد رفض الحرب.
كما ندعو لإعادة تنتظم صفوفنا في الدعوة لفرض السلام، بإعلاء راية الفعل المدني السلمي وإرضاخ اطرف الحرب للجلوس والتفاوض؛ والتوصل لحل سلمي تبادر القوى المدنية بوضع محددات التي تنتج سلاما عادلا ومستدام.
نحن – أبناء وبنات الشعب السوداني- اصحاب النصيب الأكمل في السلام؛ وأصحاب الوجعة الاكيدة في الحرب، منا السلام وإلينا السلام.
المكتب التنفيذي لمبادرة لا لقهر النساء
الاثنين 25 نوفمبر 2024