بیان صادر عن لجنة حقوق المرأة اللبنانية
الاثنين 9/10/2023
بیان صادر عن لجنة حقوق المرأة اللبنانية
– عائدہ نصر الله –
“من لجنة حقوق المرأة اللبنانية دعوة لإعادة قراءة التاريخ، مرفقة بتحية لأبطال المقاومة الفلسطينية ولنبل القضية”.
عندما نقرأ جيدا التاريخ، يتضّح لنا أن فلسطين، كما غالبية الدول العربية، كانت تضم يهودا عرباً إلى جانب المسيحين والمسلمين ، أما احتلال فلسطين من قبل الصهاينة، فقد تم لاحقاً بتآمر خبيث غربی استعماري أوروبي وغير أوروبي، دفع بيهود أوروبا وغير اوروبا، الذين لا يمتوّن إلى فلسطين ولا إلى المنطقة العربية بأية صلة، دفع بهم فروّعوا العائلات الفلسطينية واحتلوا المنازل وطردوا السكان وجعلوا من فلسطين وطناً لتلك العصابات.
منذ النكبة العام ١٩٤٨ و الشعب الفلسطيني يتجرّع الويلات، فتُستباح بيوته وتُحرق المزروعات ويُقتل الأطفال والنساء والشيوخ، ويتم اسر الكثيرين منهم أو يُطردون من منازلهم ليحل محلهم المستوطنون الصهاينة الغرباء عن الأرض … منذ ذلك الحين والظلم يتفاقم والمستوطنات تتزايد، والقتل والأسر والتنكيل يتضاعف…!
أما الذي صدر من غزة وحول غزة في المستوطنات التي أقامها الاحتلال الإسرائيلي وحصّنها، فهو لم يكن ليحصل لو أن دول العالم الغربي التي تُدين عملية غزة وتستنكر ما حصل ، لو أنها بذلت جهدا في الضغط لتطبيق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بحق العودة للاجئين الفلسطيين، وبإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس، ولوأنها سعت لإطلاق سراح الأسيرات والأسرى من السجون المظلمة، بالتأكيد لم تكن الأمور وصلت إلى ما وصلت إليه في الأيام الثلاثة هذه …
أما نحن في لبنان، فقد ذقنا مرّ الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه ، كما لا تزال مساحات عزيزة من جنوب لبنان وبقاعه الغربي محتلّة من إسرائيل ومُغتصبة. أما بالنسبة ل 7 تشرين الأول الجاري وما فاجأتنا به غزة المحاصرة، فحديث آخر وضربة مباركة من مقاومة فلسطينية بطلة ضاقت ذرعاً بغطرسة الاحتلال الإسرائيلي وتماديه في إجرامه والتوسّع في بناء مستوطناته وسلبه بيوت الفلسطينين أو هدمها فوق رؤوس قاطنيها ، إضافة إلى شن الهجمات وترويع الأطفال في مدينة القدس وجينين وسائر مدن الضفة الغربية ومخيماتها. إنَّ المقاومة الفلسطينية في غزة لم تفعل سوى ما هو حق لها أن تفعله، بعد أن أتمّت التخطيط والتجهيز والتدريب … في لحظة أرّخت لمرحلة جديدة من الصراع مع هذا العدو الصهيوني الغاشم. إنها مرحلة “الفعل المقاوم” لا “رد الفعل” في مواجهة ظلم تاريخي مستمر من منذ سبعين عاماً، في الوقت الذي ما فتىء العالم فيه يصدق رواية الظالم الكاذبة أو يرغب في تصديقها !! فيتحدث عن حقه في وضع اليد على فلسطين واحتلالها…
لقد تكاثفت اللحظة التاريخية فتفجرت “طوفاناً” يجرف قذارة المواقف ولعنة الصمت عن عدم تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة؛ مما أوصل الأوضاع إلى هذا المستوى من الخطر !!
إن لجنة حقوق المرأة اللبنانية، إذ تراجع هذا الشريط السريع من الأحداث وصولاً إلى هذه اللحظة من نضال شعب أبيّ مقاوم، شعب هو الأكثر مظلومية في العالم، الشعب الفلسطيني، تشعر بالفخر والاعتزاز لهذه المعركة البطولية المظفرة التي سجّلت تفوقا ونصرًا أشعرنا بكثير من الكرامة الوطنية العربية، والتي شكلت أيضا، رغم ما نشهده اليوم من أحداث أليمة تشعرنا بالأسى وتدفعنا إلى إدانة القصف الكثيف الذي أنزله الاحتلال على مباني المدنيين السكنية في غزة والذي يقودنا إلى القول إن الإسرائيلي، بما زوّده به أربابه من أسلحة متطورة، قادر أن يقتل ويدكّ المباني ويدمر… وقادر على أكثر من ذلك، ولكنه ليس بقادر أن يمنع المقاومة أن تفعل ما فعلت وربما أكثر… مما يدعونا إلى التوجه إلى شعبنا العربي كما إلى أحرار العالم لتقديم كل مقومات الصمود والدعم للشعب الفلسطيني المقاوم، كما نتوجه بشكل خاص إلى الدول العربية التي طبّعت العلاقات مع العدو الصهيوني، كما إلى تلك التي تتهيّأ لذلك، فندعوها إلى إعادة النظر في مواقفها لأن التطبيع مع المحتل الغاصب، برأينا، هواعتراف بحقه في أن يحتل ويغتصب !
لجنة حقوق المرأة اللبنانية – عائدہ نصر الله –
بيروت
9 – 10 – 2023