الغداء السنوي للجنة حقوق المرأة
أقامت لجنة حقوق المرأة اللبنانية في بيروت غداءها السنوي وذلك بحضور أصدقاء وممثلي جمعيات أهلية ونقابيين وتربويين . وحضر ايضا القائم بأعمال السفارة الكوبية في لبنان مع وفد من السفارة . اضافة الى أعضاء من كافة فروع اللجنة .
والقت رئيسة اللجنة عائدة نصرالله كلمة في المناسبة ، جاء فيها :
كنّ باقة من سيدات، قررن أنهن مواطنات كاملات المواطنية كما الرجل، وأنّ كل ما يعني وطننا يعنيهنّ كما الرجل، فانطلقن يتصدين لكل ما يسيء إلى هذا الوطن من حيث استقلاله وسيادته وتقدمه …” الكلام للسيدة إميلي فارس إبراهيم أول رئيسة للجنة حقوق المرأة اللبنانية.
عملت اللجنة، منذ تأسيسها العام 1947، مع العاملات والمزارعات والمعلمات وسيدات البيوت… من أجل إنصافهن : الأجر المتساوي للعمل المتساوي – تحديد ساعات العمل – محو الأمية؛ وأسهمت، للمرة الأولى في لبنان، في فتح مدارس رسمية للبنات في أكثر من منطقة، طرحت باكراً جداً مسألة القانون المدني للأحوال الشخصية ضمن (ميثاق حقوق المرأة اللبنانية) العام 1980، وهي لا تزال تعمل من أجل إقراره.
قويت اللجنة وتوسعت في كل لبنان بصورة مذهلة، تعاونت مع منظمات نسائية في بلدان عربية وأجنبية، اتصلت بالاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي وانتسبت إليه مباشرة بعد تأسيسها وهو الذي يضم العشرات من الجمعيات النسائية الديمقراطية من جميع القارات … طرحت هم الوطن ومشاكله من على هذا المنبر العالمي… وسار مركب النضال هذا، ثم رسا عند رئيسة إستثنائية، أسهمت، مع رفيقات لها مناضلات، في إيصال اللجنة إلى المستوى المرموق والمؤثر الذي وصلت إليه، إنها بلا شك ليندا مطر؛ التي نحييها وندعو لها بطول العمر، كما نحيي الرئيسة السابقة غانية دوغان ونوجه تحية إلى مناضلات كبيرات تعلمنا منهن دروساً في التضحية في سبيل الوطن وقضية المرأة.
وإننا إذ نقول ذلك؛ نحبس في مآقينا دمعة، وندفن في قلوبنا ألماً لفقدنا باكراً رئيسة سابقة مناضلة فذة… عزة الحر مروة.
المسيرة مستمرة في اللجنة التي لم تهدأ أبداً، ولم تساوم على الحقوق، ولم تترك الشارع المطلبي يوماً : لقاءات، ندوات، اعتصامات ، تظاهرات : ضد الطائفية والمذهبية، من أجل قانون مدني موحد للأحوال الشخصية، وقانون انتخاب يعتمد النسبية خارج القيد الطائفي ولبنان دائرة واحدة يشرك النساء عبر الكوتا؛ وبالتالي من أجل دولة مدنية ديمقراطية علمانية تضع حداً لنظام المحاصصة الطائفية ..
كما عملت اللجنة من أجل إزالة التمييز في القوانين وحققت العديد من الإنجازات.. ولكن يبقى الكثير!! لا سيما في قانون العقوبات وقانون الجنسية لجهة إعطاء المرأة اللبنانية جنسيتها لأولادها إذا كانت متزوجة من غير لبناني، وهي، أي اللجنة، تعمل الآن لإقرار قانون يضع حداً لتزويج القاصرات ويمنع الزواج قبل الـ 18 سنة.
في الوقت الذي نعمل من أجل كل ذلك؛ يأتي من يذكرنا أننا “إرطة ناس : لا مجموعين ولا مطروحين ولا حتى مقسومين! بل مضروبين بصيغة طائفية مذهبية ممجوجة رتبت على لبنان خمس حروب أهلية وتعد بالمزيد.. تلك التركيبة “الصيغة” التي كادت منذ أيام قليلة تفجر الوضع الأمني في البلاد وتأتي على شبه الوطن، القائمة سلطته على بدعة “الديمقراطية التوافقية” المتوافقة على تمرير الصفقات والنهب الممنهج، التي أغرقت البلد في الديون والنفايات، ولوثت البحر والنهر، واستباحت الأملاك البحرية والنهرية، وأفقرت الناس، ولم تجد سبيلاً لسد عجز الموازنة سوى مدّ اليد إلى رواتب الموظفين والمتقاعدين والعسكريين وذوي الدخل المحدود.. في الوقت الذي تغلي فيه المنطقة على نار الإرهاب والمشاريع المشبوهة التي تهيأ… خاصة ما أطلق عليه “صفقة القرن” وما ترمي إليه هذه الصفقة من مزيد من اغتصاب الأرض، ومن ترويض وتطبيع وما يستتبعه ذلك من توطين للاجئين وتثبيت للنازحين بأعدادهم الهائلة حيث هم، وسرقه مياه لبنان وثروته النفطية والغازية المأمولة.
وتستوقفنا في المقابل، صورة امرأة عاشت قروناً حبيسة المنزل، فخرجت تتلمس الضياء والفضاء .. فصعقها ما اعترض طريقها إلى نيل حقوقها الإنسانية من حواجز وذهنيات سلفية وتقاليد دينية … وهالها ما يكابده أخوها الرجل أيضاً في لبنان في الطبقتين الفقيرة والمتوسطة من مذلة وتعب ولهث وراء لقمة العيش والسكن والطبابة والكهرباء والماء والعلم…
“نحنا وين وهني وين”
نحن نسعى من أجل دولة مدنية ديمقراطية لا طائفية تفصل بين الدين وشؤون الحكم، فتضع حداً للتنابذ والتقاتل وتؤسس لمستقبل مزدهر واعد على جميع الصعد؛ وهم حيث هم …
يقال لنا إن حلمنا هذا مستحيل التحقق، ولكننا نجيب : أن جميع الإنجازات التي تحققت على الصعيد الإنساني، قد بدأت بحلم كان يبدو مستحيلاً !!
فلا مستحيل إذا توافرت الإرادة واقترنت بالعمل.
لقد اثقلت عليكم بالهم النسائي والهم الوطني الذي يقلقنا جميعاً!! لكن الحياة لا تزال تمنحنا فسحات من الفرح… إنه لقاؤنا بكم اليوم في بيروت الجميلة الأبية التي تحتضن الجميع.
فأهلاً وسهلاً بكم شخصيات نسائية فاعلة وفاعليات رجالية مرموقة وأصدقاء وصديقات وزميلات لنا في لجنة حقوق المرأة اللبنانية مناضلات، جئن من شمال لبنان وجنوبه وبقاعه وجبله والعاصمة بيروت.
وأختم بتوجيه التحية إلى كل من يناضل ضد التعصب والفقر والتخلف والجهل والعدوان والاحتلال والإرهاب والتمييز واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان.