الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، يوماً نضالياً بامتياز
في كل سنة ، و منذ العام 1975، التي أعلنتها هيئة الامم المتحدة سنة عالمية للمرأة وتبنت تاريخ يوم المرأة العالمي، أعود بالذاكرة إلى كوكبة من رائداتنا في لجنة حقوق المرأة اللبنانية اللواتي كن برئاسة ثريا عدرة أول من احتفل بهذه المناسبة النضالية.
وأهم ما أتذكره نقلاً عن رائداتنا هذه الحادثة : في العام 1948 بعد سنة واحدة على تأسيس لجنة حقوق المرأة اللبنانية دعت اللجنة إلى الاحتفال بهذا اليوم في التياترو الكبير في وسط بيروت . لبى الدعوة عدد كبير من النساء والرجال، لكن التياترو الكبير كان مقفلاً ومحروساً من العسكر.
لماذا ؟ لأن هذا التاريخ مستورد من الخارج !!! لم تتراجع رائداتنا ولا الجمهور الذي كان أمام التياترو الكبير، بل سار الجميع مسيرة احتجاج باتجاه الاشرفية ، وقبل أن تصل المسيرة إلى مركز الدرك في الجميزة ، اعتقلت عشرة سيدات كن في مقدمة المسيرة. تدفق إلى المركز عدد كبير من المشاركين وتحديداً من المحامين و بعد ساعتين أفرج عنهن.
هنيئاً لكنّ أيتها الرائدات الغائبات عنا والحاضرات في قلوبنا وعقولنا .
هنيئاً لكنّ، لاننا أصبحنا نقطف ثمرة نضالكنّ. لكن الحقوق التي نطالب بها لم نصل إليها بعد، والحقوق ليست نسوية لكنها تشمل كل القوانين المجحفة بالمرأة والرجل على السواء. وتشمل أيضاً المجتمع والوطن. وأهمها هي تلك التي ترفعها اليوم المسيرات الشبابية والتي نناضل في سبيلها : إسقاط النظام الطائفي ومتفرعاته.