التعلم عن بعد ضرورة في ظل الحجر الصحي ولكن ماذا عن تكافؤ الفرص؟
التعلم عن بعد ، نموذج حديث فرضته تكنولوجيا المعلومات في بلدان عدة ومنذ ما قبل تفشي فيروس كورونا عالميا .
ومع الوباء العالمي الخطير ومن خلال تعميم منظومة التعلم عن بعد ، كشفت جهود التحالف الدولي التابع لمنظمة اليونسكو المعني بالمعلمين -وهو تحالفٌ دولي تابع لليونسكو- عن دراسات استناداً إلى بيانات صادرة عن معهد اليونسكو للإحصاء والاتحاد الدولي للاتصالات اظهرت الفجوة الرقمية خلال التعلم عن بعد ، ان البلدان المنخفضة الدخل أكثر المناطق تضرراً من هذه الفجوة وقد يتأثر نحو 1.5 مليار طالب على الأقل و63 مليون معلّم في مرحلتي التعليم الابتدائي والثانوي في العالم بالاضطراب غير المسبوق الناجم عن جائحة كوفيد- 19، لا سيماوقد أوصدت المدارس أبوابها في 191 دولة.
امام هذه المعطيات ، ماذا عن لبنان وكيف سيكون حجم الفجوة في التعليم عن بعد خلال الجائحة العالمية ، وماذا عن امكانيات توفير الحواسيب وسرعة الاتصالات وماذا عن مستقبل “المتعلمين المحرومين” من الانترنت وحرمانهم من التعلم ، وهل يتم تدريب الهيئات التعليمية المكلفة تنفيذ آليات التعليم عن بعد ؟ هذا في وقت تتسع فجوة الفقر والحاجة وتتضخم الازمات الاقتصادية والاجتماعية فتثقل كاهل الاهل والمعلمين ايضا الذين يعانون شح الرواتب وكلفة الاقساط و ارتفاع الأسعار وغيرها من ازمات اشعلت الاحتجاجات منذ ما قبل الجائحة.
امام هذا الواقع ، من يراقب ويتابع عملية التعلم عن بعد ومدى تمكن الجميع من الاستفادة منها عملا بمبدأ تكافؤ الفرص المتاحة والعدالة التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية التي تحمي حق التعلم واتاحة الفرص للجميع ؟
وماذا عن التكافؤ في مدى ” أهلية الأهل” لمواكبة الأطفال والاولاد في عملية الدخول الى فضاء الانترنت الذي يعج بالعنف على مختلف المستويات ، فهم يستخدمون هذا النطاق في سن مبكرة ، ومن المسؤول عن حمايتهم من مخاطر التحرش على شبكةالانترنت ؟
انها مسؤولية كبيرة تضع السلطات المسؤولة امام تحديات تطال المعلمين والمتعلمين عن بعد واولياء امورهم ايضا ، والعمل مطلوب كي لا تتسع الفجوة و نتجه الى الهاوية .