الأزمة الاقتصادية تتفاقم ، ولبنان مهدد اكثر في أمنه الغذائي والصحي جراء الأضرار التي وقعت على ميناء بيروت ، في وقت يزداد فيه تعقيد الازمة السياسية و يزداد معدل البطالة و خطر الجائحة المتمادية
قبل وقوع الانفجار، كان وضع الأمن الغذائي في لبنان يدعو للقلق البالغ ، حيث يعيش مليون شخص بالفعل تحت خط الفقر و45 في المائة من اللبنانيين مهددون بالانزلاق نحو الهاوية.
يواصل” برنامج الأغذية العالمي ” تقديم المساعدات إلى 107 ألف لبناني من خلال بطاقاته الإلكترونية – وهي بطاقات الخصم المباشر النقدية التي تستخدم لشراء المواد الغذائية – من خلال البرنامج الوطني لاستهداف الفقر الذي تنفذه الحكومة. ومن بين أكبر المخاوف تعرض 120 ألف طن متري من مخزون المواد الغذائية الأساسية في البلاد التي كانت مخزنة في الميناء – بما في ذلك القمح وفول الصويا والحبوب الأخرى – للفساد مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية ارتفاعًا كبيرًا.
وقد كشفت أحدث دراسة استقصائية أجراها برنامج الأغذية العالمي حول التأثير المركب للأزمة الاقتصادية في لبنان وتدابير الإغلاق جراء جائحة كوفيد-19 على سبل كسب العيش والأمن الغذائي – أن الغذاء أصبح مصدر قلق رئيسي، حيث قال 50 في المائة من اللبنانيين المشاركين خلال الشهر الماضي إنهم شعروا بالقلق لأنه ليس لديهم ما يكفي لإطعام أسرهم.
وشهدت واردات المواد الغذائية، التي تمثل ما يصل إلى 85 في المائة من احتياجات البلاد الغذائية، انخفاضًا حادًا خلال الأشهر الستة الاخيرة . ونتيجة لذلك، تضاعفت تكلفة المواد الغذائية الأساسية على مدار الأشهر الماضية و تأتي الزيادة المتوقعة في أسعار المواد الغذائية في وقت ترتفع فيه معدلات البطالة وتنخفض الرواتب حيث تكافح العديد من الأسر لتغطية نفقاتها.
ومع وجود مخاوف من فقد عدد يصل إلى 300 ألف شخص لمنازلهم جراء انفجار المرفأ يوم الثلاثاء الماضي ، فإن أزمة الغذاء قد صاحبتها أزمة صحية حيث تضطر المستشفيات – التي تعاني بالفعل تحت وطأة ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد – إلى رفض قبول دخول الحالات إلى المستشفيات.
و يُجري برنامج الأغذية العالمي تقييمًا لاحتياجات الأمن الغذائي، و تيسير توفر الدعم الطبي حيثما أمكن ذلك. فقد انطلقت يوم الخميس طائرة متجهة إلى بيروت – تحمل 8.5 طن متري من المعدات الجراحية ومعدات علاج الصدمات التي تبرعت بها وزارة الخارجية الإيطالية من برنامج الاغذية العالمي.