إلى ضحية العنف الأسري : المغدورة منال عاصي
لجنة حقوق المرأة اللبنانية
فليدقق الإعلام فيما يقدم من برامج، ولتعتذر محطة الـ MTV عن الإساءة
إلى ضحية العنف الأسري : المغدورة منال عاصي.
غضبنا أكبر
لقد سلمتم أن من حق قاتل منال عاصي أن يغضب، وأن يستمر غضبه ساعات : تعنيفاً لزوجته وضرباً حتى أجهز عليها !!
وأوحيتم، تالياً، أن من حقه، حين يغضب ومهما كان سبب غضب “حضرة” الذكورية المقيتة الحامية في رأسه، أن ينكل بزوجته سبع ساعات قبل أن يهوي على رأسها بوحشية “بطنجرة الضغط” !!
وداريتم مشاعره “الرقيقة” متناسين سنوات من ممارسة العنف على زوجته والإساءة إليها !! وبررتم، مشيرين (حقاً) أنها ليست مسؤوليتكم، زواجه بامرأة ثانية، وأنتم تعرفون أنه كان ينوي الزواج بثالثة !!
وأسقطتم من حسابكم أن لمنال أيضاً مشاعر، وأن لها كرامة، وأنها، وإن لم يكن بمقدورها الاعتراض على زواجه شرعاً؛ لم تسألوا حتى عن أحاسيسها إزاء ذلك !! وربطتم سبب الضرب حتى القتل، وكأنكم تبررونه، بمسألة شكه في سلوك زوجته. والسؤال هنا : هل كنتم لتفعلون الأمر نفسه لو انعكست الأدوار ؟
وإذا كان صحيحاً ما يزعم “محمد النحيلي” عن سلوك منال، فإنه، كان من حقه فقط أن يطلقها !! أما العنف فلا !! وأما القتل فألف لا !!
ليس “الرجل” هو “القانون” ! ليطلق الحكم وينفذه ! ومع ذلك يجد في ثنايا القانون في لبنان، وفي طيات البرامج التلفزيونية بعض المبررات، والكثير من “الأسباب التخفيفية ” !!
غضبنا أكبر، أيها السيدات والسادة، غضبنا أكبر من ذكورية العالم بأسره !! ولسوف يتجمع هذا الغضب المتزايد نهراً جارفاً ليعيد إلى المرأة الإنسان، حقوقها المغتصبة وكرامتها المسلوبة، ومواطنيتها الكاملة والمساواة …
لنعمل معاً من أجل قانون مدني موحد للأحوال الشخصية، لا نجد سواه حلاً ناجعاً للمعضلة.
لقد آن لمسلسل العنف الأسري الممارس على النساء والفتيات أن ينتهي بقوة الحق، بقوة الوعي، وبفعل القوة المتزايدة للنساء : علماً ومعرفة وتفوقاً وقوة فعلية..
العالم يتغير …والفكر البشري إلى تطور وتقدم… فلنحتفظ من القديم بما لا يزال صالحاً، ولنتخلّ عن تقاليد وذهنيات عتيقة ذكورية تخطاها الزمن !!
لطالما كنا على قناعة تامة بأن وسائل الإعلام، وخاصة المرئية منها، هي أملنا وسندنا في نشر الوعي حول قضية المرأة، وإننا لنأمل أن نبقى على هذه القناعة.
بيروت 29 /11/2018
لجنة حقوق المرأة اللبنانية