إساءة معاملة المسنين ، هي عنف يجب تسليط الضوء عليه . وحماية الشيخوخة تتطلب الجهود و العقود
من المتوقع أن تشهد جميع بلدان العالم على التقريب زيادة كبيرة في أعداد المسنيين والمسنات .
ففي الفترة 2015 – 2030، ستكون الزيادة أسرع في المناطق النامية. ومن المتوقع أن تزيد سوء معاملة المسنين والمسنات مع تزايد أعدادهم. وعلى الرغم من أن موضوع ’’إساءة معاملة المسنين‘‘ هو من الموضوعات التي تتغلفها الحُرمة الاجتماعية، إلا أن تسليط الضوء عليه هو في تزايد في كل أرجاء العالم، ويظل مع ذلك واحد من أنواع العنف التي يُحقق فيها في الدراسات الاستقصائية الوطنية، وهو كذلك أقلها حظوة بالإهتمام في خطط العمل الوطنية.
تعتبر إساءة معاملة المسنين مشكلة موجودة في كل من البلدان النامية والمتقدمة، ومع ذلك لا يُبلغ عنها بشكل عام على المستوى العالمي. ولا توجد بيانات عن معدلات الانتشار أو التقديرات إلا في بلدان متقدمة معينة —تتراوح من 1٪ إلى 10٪. وعلى الرغم من أن هناك جهل بمدى سوء معاملة المسنين، فإن أهميته الاجتماعية والأخلاقية واضحة. وعلى هذا النحو، فإنها تتطلب استجابة عالمية متعددة الأوجه، تركز على حماية حقوق كبار السن.
يجب وضع مقاربات تعريف وكشف ومعالجة إساءة معاملة المسنين في سياق ثقافي وينظر إلى جانب عوامل الخطر المحددة ثقافياً. على سبيل المثال ، في بعض المجتمعات التقليدية ، تتعرض الأرامل الأكبر سناً للزواج القسري بينما في حالات أخرى ، تتهم النساء المسنات المعزولات بالسحر. من منظور صحي واجتماعي، ما لم تكن كل من الرعاية الصحية الأولية وقطاعات الخدمات الاجتماعية مجهزة بشكل جيد لتحديد المشكلة ومعالجتها ، فإن إساءة معاملة المسنين ستظل ظاهرة .
ماذا عن عقد حماية الشيخوخة ( ٢٠٢٠- ٢٠٣٠ )
————————————-
تتحول المجموعات السكانية حول العالم إلى الشيخوخة بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، وسيترك هذا التحوّل الديمُغرافي أثراً على جميع نواحي المجتمع تقريباً. وقد التف العالم حول خطة التنمية المستدامة لعام 2030، حيث التزمت جميع البلدان وجميع الجهات صاحبة المصلحة بعدم ترك أي أحد خلف الركب، واعتزمت ضمان قدرة كل إنسان على تحقيق كامل إمكاناته في ظل الكرامة والمساواة وفي بيئةصحية افضل .
اليوم ، يعيش معظم الناس لفترة أطول ونسبة كبيرة من سكان العالم هم من كبار السن. بحلول عام 2050 ، سيتضاعف عدد سكان العالم الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا. هذا التغيير الديموغرافي له آثار قوية على التنمية المستدامة.
منظمة الصحة العالمية وربطا للشيخوخة بالتنمية المستدامة ، عملت على اقتراح إطلاق ” عقد التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة ٢٠٢٠-٢٠٣٠” و هو فرصة على مدى عشرة سنوات لجمع وتضافر جهود الحكومات، والمجتمع المدني، والوكالات الدولية، والمهنيين، والدوائر الأكاديمية، ووسائل الإعلام، والقطاع الخاص، التي تُبذل من أجل تحسين حياة المسنين وأسرهم والمجتمعات المحلية التي يعيشون فيها.
( المصدر : منظمة الصحة العالمية )