تحية لشابات ونساء لبنان أنتن جديرات بالإحترام
تحية لشابات ونساء لبنان
انتن جديرات بالإحترام
——————————
أسبوع مر على الشعب اللبناني وتحركاته على مساحة الوطن ، وهذا ليس بغريب عن طبيعة اللبنانيين الوطنيين الشرفاء ، وهم من خبر الشارع ومطالبه المحقة وما أكثرها ، منذ ما قبل الحرب الأهلية اللبنانية منتصف السبعينات ، وحتى وقت قريب ، حيث لا زالت الأجواء تردد صدى حناجر الأحرار التي انطلقت من أجل مصالح المواطنين لأي فئة أو طائفة انتموا ، ومن أجل بناء دولة ديمقراطية حديثة وتحقيقاً للعدالة الإجتماعية والمواطنة الكاملة ، في وقت يتقاعس فيه صناع القرار وينوءون بحمل المسؤولية الوطنية الكاملة في إنقاذ الوطن حفاظا على السلم الأهلي .
أما الغريب في هذا المجال ، ان يتناول البعض مشاركة المرأة اللبنانية بتعجب و إسفاف ، من داخل الوطن ومن خارجه ، متناسين ان هذه المرأة ، لطالما كانت القدوة في محيطها العربي ، لجهة تفانيها ونضالها وصولا الى الإستشهاد من أجل الوطن ، وهو أرقى أشكال النضال .
المرأة اللبنانية الشابة حملت السلاح وواجهت العدو الصهيوني المحتل لعقود ،اعتقلت وعذبت
ودفعت شبابها وقدمت ابناءها ثمنا لحرية الوطن . نعم القافلة كبيرة والأسماء كثيرة ، أضاءت طريقنا ورسمت عزتنا كنساء .
فألف تحية إحترام وإجلال للمناضلات والشهيدات والأسيرات في أي زمان وأي مكان .
ونذكر هنا انه ، منذ خمسينات القرن الماضي نساء كثيرات عبرن ، وشكلن نقلة نوعية و كافحن في إطار ترسيخ وإقرار حقوق المرأة في التعلم والإنتخاب والعمل والمشاركة السياسية ، عملن في الحرب والسلم ، في وقت قبعت نساء في بلدان كثيرة في ظلمة العتمة الذكورية حتى الأمس القريب ، بينما نشطت النساء اللبنانيات في كافة المجالات ، وكن رائدات كافحن على مساحة هذا الوطن ونجحن في التأسيس للأجيال النسائية التي تتنشر اليوم ضمن الحراك اللبناني الوطني ، من هؤلاء النساء من غادرن ومنهن من يعملن ويسعين من أجل تحقيق المواطنة الكاملة لكل مواطن لبناني بشكل عام وللمرأة بشكل خاص .
ويبدو أيضا ان البعض يتغاضى أو يجهل ، ان المرأة في لبنان جهدت وحملت السلاح في الحروب و الصراعات المسلحة ، وقامت بأدوار ” جندرية ” ، وللأسف عادت بعد انتهاء الحروب لتتحمل تداعياتها و لتستجدي حقوقها المدنية والإجتماعية والإقتصادية ، في وقت تشكل النسبة الملحوظة في عملية التنمية على الصعد كافة .
واليوم ، السلطات الرسمية اللبنانية ، مدعوة لتطبيق مقررات الاتفاقيات الدولية التي تؤمن حقوق الفئات المختلفة من أطفال وعجزة وذوي حاجات خاصة ، و خاصة النساء ، تقديرا لأدوارهن وفي المقدمة إقرار قانون حق المرأة اللبنانية المتزوجة من غير لبناني بإعطاء جنسيتها لأولادها ، ورفع التحفظات عن الإتفاقية الدولية لإلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة وإقرار القوانين المدنية التي تتلائم مع بنودها ، وهنا وعلى سبيل المثال ، افلا تستأهل المناضلة اللبنانية البطلة سهى بشارة “جنسية فخرية” لأولادها ، وهي التي ضحت بزهرة شبابها و التزمت الوطن لعقد من عمرها .
وإن للإعلام اللبناني المسؤولية الوطنية في الإضاءة على موقع المرأة المناضلة ، العاملة ، و الموظفة والمبدعة في أي مجال و إيصال صوتها المحق ، وليس في إظهار جمالها ومفاتنها وإستغلالها في سوق الإعلان لأنها تستحق :
لقب ” إمرأة وطنية بامتياز “.