قيثارة السماء ، جارة القمر ،المرأة العملاقة : رمز وحدة الوطن
غنّت ، للأوطان والحرية ، فجسدت الإنسانية .
صاحبة أجمل صوت في المدرسة وهي في الخامسة من عُمرها.
انضمت إلى فرقة الأخوين فليفل التي كانت تقدم الأناشيد المدرسية والوطنية في الإذاعة اللبنانية في شباط 1950. فأعجب رئيس القسم الموسيقي في الإذاعة حليم الرومي بصوتها، وعرض عليها أن تعمل مُرددةً في الكورال. ومن ثم تعهدها وأطلق عليها لقب “فيروز”.
وبدأت في تسجيل أغانيها على الأسطوانات عام 1952، وفي مطلع خمسينيات القرن العشرين التقت بالموسيقي عاصي الرحباني وبدآ مشوارهما الفنيّ معاً.
احدث صوتها ثورة في الموسيقى العربية عبر الإذاعة اللبنانية في بيروت، وإذاعة الشرق الأدنى، والإذاعة السورية في دمشق.
وفي أواسط الستينيات، اشتركت فيروز في ثلاثة أفلام سينمائية، هي “سفر برلك” و”بياع الخواتم” و”بنت الحارس” من إنتاج المؤسسة الرحبانية الفيروزية. وقد جاءت أعمالها السينمائية بالتزامن مع أعمالها المسرحية بمسرح البيكاديلي في بيروت ومعرض دمشق الدولي في سوريا. فاشتركت في أكثر من 20 عملاً مسرحياً غنائياً عُرضت خلال 1957-1977
وقد دفعها طموحها الفنّي للانطلاق خارج حدود اللغة العربية، فكانت لها تجارب غنائية بالفرنسية والإنجليزية وبعض التراتيل الدينية باللغة اليونانية. بدأت عام 1961 جولاتها العالمية فسافرت إلى البرازيل والأرجنتين وأميركا وبريطانيا وفرنسا.
خاضت تجارب جديدة مع مجموعة ملحنين ومؤلفين مثل فلمون وهبة وزكي ناصيف، وغنت للعديد من الشعراء منهم ميخائيل نعيمة وسعيد عقل الذي أطلق عليها لقب “سفيرتنا إلى النجوم”، كما أُطلقت عليها ألقاب كثيرة منها: “جارة القمر” و”أسطورة العرب”.
وفي نهاية التسعينيات بدأت في العمل على أسطوانتها مع ابنها زياد الرحباني، فأصدرت بعض الألبومات أبرزها: “كيفك أنت”، “فيروز في بيت الدين 2000″، وآخرها كان “ألبوم أيه في أمل” 2010.
غنت فيروز طوال مسيرتها الفنية للأوطان والشعوب والحرّية،وظفت قدراتها الغنائية للقضية الفلسطينية عقب نكسة يونيو/حزيران 1967، فغنت “أوبريت عائدون” ومجموعة من الأغاني لفلسطين والقدس ، منها “زهرة المدائن”.
قررت بلدية بيروت تحويل بيت الطفولة الذي ترعرعت فيه فيروز إلى متحف تكريماً لها كرمز وطني خالد.
نالت فيروز ما يزيد على 15 وساماً منها: وسام الشرف من الرئيس اللبناني كميل شمعون 1957، ووساما الاستحقاق والأرز من الرئيس فؤاد شهاب عاميْ 1962-1963، ووسام النهضة الأردني من الدرجة الأولى 1963، وميدالية الشرف الذهبية عام 1975.
وفي سوريا صدرت العام 1961 طوابع بريدية تذكارية عليها صورتها، ونالت وسام الاستحقاق من الرئيس السوري نور الدين الأتاسي 1967، وحصلت على مفتاح مدينة القدس 1968 وجائزة القدس 1997.
تسلّمت 1988 وسام قائد الفنون والآداب من الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، ووسام فارس جوقة الشرف من الرئيس جاك شيراك 1998، ومفتاح مدينة لاس فيغاس الأميركية 1999. ومنحتها الجامعة الأميركية في بيروت الدكتوراه الفخرية عام 2005.
اختارها الصليب الأحمر الدولي سفيرة لتُمثل العرب في العيد الخمسين لاتفاقية جنيف حيث غنَّت “الأرض لكم”. ومنحتها الجامعة العربية عام 2012 لقب “سفيرة الفنانين العرب”.
ولمناسبة مئوية إعلان دولة لبنان الكبير ، زارها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في منزلها وقلدها أرفع وسام فرنسي، وهو وسام جوقة الشرف من رتبة كوموندور.