تحية تقدير وفخر لمبادرات شباب ويافعي لبنان وتضامنهم وخلق التلاحم الوطني .المطلوب تعزيز دورهم في التنمية وفسح المجال لمشاركتهم في الحياة العامة
لم يكد يهدأ غبار الانفجار المروع ، حتى امتلأت المنطقة المحيطة به ، بمئات العناصر الشابة المتطوعة وبما تمكنوا من معدات بسيطة وانتشروا في الشوراع والأبنية يعملون على جمع الحطام الذي خلفه الإنفجار ، او تأمين المياه والغذاء ، منهم من حضر بدافع شخصي انساني ومنهم من اتى تلبية لدعوات اطلقتها الجامعات والجمعيات والاندية الكشفية ومنهم من لبى دعوة مؤسسات دينية . ايا كان الداعي فهم هبوا للقيام ميدانيا بواجب وطني انساني مجسدين معنى التلاحم والتضامن ، مما ترك شعورا بالعزة لدى الأسر المتضررة وعزز التماسك إزاء هذه الكارثة الطارئة.
بعض الشباب استغل وجود وسائل الاعلام ليعبر عن غضبه وعن رأيه والقاسم المشترك الذي يسجل عبر تصريحاتهم : ” لا ثقة بالقضاء لكشف الجاني ” وهل هناك سابقة في لبنان في التوصل الى الجناة ” . “رفض أداء الحكومات والمجلس النيابي ورفض النظام السياسي القائم والمعاناة الاقتصادية ” ، ” البطالة والرغبة الملحة في الهجرة” ، علما ان العديد منهم ايضا ينشط في الانتفاضة الشعبية منذ شهور .
يقول طوني الجامعي ” انه يتنقل من منزل الى آخر وهو حزين لما حدث ، يصف الكارثة وهو يضغط بيديه لتركيز نوافذ وابواب احد البيوت لأصدقائه ويعلن عن رغبته بالسفر والهجرة ” .
وغيره الكثير كانو ا ينتظرون التغيير المقبل ونهوض البلد ، هذا كان قبل الإنفجار الكارثي ، هناك من يأمل و هناك من يرى التغيير سرابا دونه عراقيل محلية وخارجية.
ومن دواعي الفخر ان نرى المجموعات الشبابية المدنية تواصل مساعدة السكان في المناطق المنكوبة و حتى الساعة وتساهم بخدمات متعددة و بطرق مختلفة ، فلطالما أسهم المجتمع المدني والمتطوعين أنذاك ، بمد بد العون وإطلاق المبادرات في الصحة والتغذية والتعليم وغيرها إبان الحرب الاهلية التي خلفت النزوح الداخلي جراء عنف المعارك السياسية والطائفية وايضا نتيجة الحروب الصغيرة الداخلية المتتابعة والاجتياحات الاسرائيلية وآثارها .
واليوم تشارك العناصر الشابة عامة بوعي ومسؤولية وإحساسًا بالإنتماء الوطني في وقت يعانون فيه خطر فايروس كورونا الذي يتطلب التباعد والوقاية و الذي يهددهم في مستقبلهم الصحي والتعليمي والوظيفي .
ايضا ، غيرت الجائحة العالمية مسار حياتهم ، إضافة لما يعانون نتيجة الانهيار الاقتصادي والفقر والبطالة والعنف وتفاقم النزاعات السياسية الداخلية التي زعزعت مستقبل جيل شبابي بأكمله في مرحلة دقيقة من عمره .
وينقل الاعلام صرخات ومعاناة المناطق المتضررة والمنكوبة ميدانيا ، و نرى فئات شبابية من المتطوعين في سن المراهقة ، فتيان وفتيات بتابعون الحضور اليومي حتى من خارج العاصمة منخرطين في العمل الإغاثي دون كلل، والمطلوب ان نعترف بقيمة ما يبذلون وان نحترم حقوقهم كمواطنين يشكلون في المستقبل القوى العاملة والمنتجة التي ستشكل الفئة التي يعول عليها في التنمية والمطلوب ان تعمل الحكومات على اخذ احتياجاتهم الحالية والمستقبلية بعين الاعتبار إنطلاقا من العديد من الاتفاقيات الدولية التي اقرتها.
نعم ، الحكومات مدعوة الى احترام مشاركة الفئات الشابة ازاء تداعيات الانفجار ومطلوب منها العمل بجهد من اجل دعمهم وتأمين الحياة المستقرة لهم لتتعزز قدراتهم و مشاركتهم مستقبلا في بناء وخدمة الوطن.
و يبقى السؤال : هل نشهد إقرار ر قانون الاقتراع ابتداء من سن الثامنة عشرة في مرحلة قريبة وماذا عن حق هذه الفئات -ذات القدرات -بالمشاركة العامة ؟