الأول من أيار عيد العمال العالمي
المركز الإقليمي العربي
للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي
الأول من أيار عيد العمال العالمي
يطل الأول من أيار، عيد العمال العالمي، على منطقتنا العربية هذا العام في ظل ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية شديدة التعقيد والخطورة؛ تنعكس حكماً على أوضاع النساء وعلى وتيرة نضالهن وأشكال هذا النضال في مواجهة الفقر والتمييز والعنف والإقصاء؛ ومن أجل نبذ الحروب وإحلال السلام العادل، كما من أجل العدالة والمساواة للنساء.
فعلى الصعيد السياسي؛ لا تزال جيوب الإرهاب التكفيري ترسي بثقلها على ليبيا؛ وخلاياه النائمة في سوريا والعراق ما برحت تهدد ما أُحرز من تقدم بيّن في دحره في كلا البلدين.
هذا في الوقت الذي تتم فيه تصفية ممنهجة للقضية الفلسطينية عبر ما أُطلق عليه اسم “صفقة القرن” بدعم سافر ومباشر من الولايات المتحدة الأميركية : فمن “قانون القومية”، إلى إعلان ترامب القدس عاصمة أبدية لهذا الكيان ونقل سفارة بلاده إليها، أما قمة الوقاحة الأميركية فقد تمثلت مؤخراً في إعلان ترامب سيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، وتهديده بإعلان سيادتها على الضفة الغربية الفلسطينية أيضاً، وتلميحه بإعلان سيادة إسرائيل كذلك على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة؛ وذلك خدمة للكيان الصهيوني المغتصب، ومن أجل وضع يد الإمبريالية الأميركية على ثروات المنطقة والقضاء على أي شكل من أشكال مقاومة الاحتلال، وضغط الإدارة الأميركية على الأمم المتحدة لإلغاء منظمة “الأونروا”، والمساعدات التي تقدمها للفلسطينيين في بلدان الشتات وبالتالي إنهاء حق العودة للفلسطينيين.
ولكن تظاهرات تونس والجزائر ولبنان والثورة السلمية المجيدة في السودان التي أسقطت حكم “البشير” وفرضت قواعد متقدمة، ذات أبعاد مدنية شكلت تجربة رائدة لا تزال تحرز تقدماً تلو الآخر… مما يفتح ثغرة تفاؤل في هذا الجو المتلبد.
إن معركتنا على الصعيد السياسي وكمناضلات، نشكل جزءاً من الحركة الشعبية الديمقراطية؛ نناضل من أجل دحر المشروع الأميركي الصهيوني في منطقتنا العربية عامة وفي فلسطين المحتلة والجولان السوري المحتل ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة؛ كما من أجل إطلاق الأسيرات والأسرى البواسل من سجون الاحتلال؛ نعلن :
وقوفنا إلى جانب العمال والعاملات والفلاحين والفلاحات الموظفين والمتقاعدين والمتعاقدين والأجراء … في مواجهة سياسات الإفقار والفساد وجشع الطبقات الحاكمة؛ وضد المحاصصات الطائفية والزعماتية؛ التي تشرع الفساد وسرقة المال العام وتراكم ثروات هؤلاء وتزيد الفقراء وذوي الدخل المحدود فقراً وبؤساً !!.
وفي الأول من أيار نعلن ايضاً وقوفنا إلى جانب الثورة السودانية والحركات التحررية في منطقتنا، وضد الإرهاب، كما نعلن مشاركتنا بفعالية في تظاهرات “يوم الأرض الفلسطيني “. وحضورنا بكثافة، للمناسبة نفسها، في اللقاءات التضامنية التي أقيمت مع المناضلة الأممية ” أليدا تشي غيفارا”.
كما نعلن أننا نعمل ضمن تحالف على مستوى عشر دول عربية من أجل إقرار قانون مدني موحد للأحوال الشخصية.
ونعمل أيضاً على مناهضة العنف ضد المرأة وتحصينها بقوانين رادعة لهذا العنف؛ كما ضد الاتجار بالفتيات، وضد التزويج المبكر الذي يعرضهن للعنف والاتجار والموت …
ونشارك بقوة في تظاهرات الأول من أيار في دولنا العربية للدفاع عن لقمة العيش والصحة والسكن والتعليم والكرامة الإنسانية.
كما ندرس تأثير الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية على وضع النساء في عالمنا العربي؛ ولقد توصلنا إلى خلاصات على هذا الصعيد، يمكن ان تشكل خريطة طريق لتحركنا المستقبلي.
ونعمل على تعزيز المشاركة السياسية للمرأة عبر إدخال حق الحصة (الكوتا) في الأنظمة الانتخابية البلدية، كما في النظام الانتخابي البرلماني، بنسبة لا تقل عن 30 %.
نحن كذلك جزء من الهيئات التي تعد التقارير في المنطقة العربية حول التقدم المحرز على صعيد حقوق المرأة، مقارنة مع نص الاتفاقية الدولية (سيداو).
نحن، باختصار، كمركز إقليمي عربي في الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي وكمنظمات نسائية ديمقراطية فاعلة؛ لنا حضورنا في كل عمل يصب في مصلحة الإنسان في هذه المنطقة : ضد الفقر، ومن أجل رفع الظلم والقهر، وباتجاه العدالة والمساواة، وفي سبيل عالم خال من استغلال الأنسان لأخيه الإنسان.
وبهذه المناسبة لا بد لنا إلا أن نعرب عن تضامننا الكامل مع العاملات والعمال في كل مكان لا سيما في فلسطين والمنطقة العربية عامة وكذلك في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية في نضالهم أيضا للدفاع عن أوطانهم وخاصة في فنزويلا التي انتصرت يوم أمس، عشية عيد العمال، على محاولة إنقلابية من قبل اليمين الفنزويلي المتطرف الذي يسعى لنشر العنف والقضاء على الثورة البوليفارية وعلى استقرار الشعب الفنزويلي عبر الإطاحة بالرئيس الشرعي والدستوري المنتخب من قبل الشعب الفنزويلي عبر انتخابات نزيهة وديمقراطية، بهدف إخضاع فنزويلا لمصالح وأطماع الأمبريالية الأميركية بثرواتها ومواردها الطبيعية .
المركز الإقليمي العربي
للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي